"كيفية الارتقاء بهنة الخدمة الاجتماعية المدرسية فى ظل التطور المعرفى والتكنولوجى"
محتويات البحث :
1. المقدمة .
2. نشأة الخدمة الاجتماعية وتطويرها فى مصر .
3. مفهوم الخدمة الاجتماعية فى المجال التعليمي .
4. ماهية الخدمة الاجتماعية المدرسية .
5. عناصر الخدمة الاجتماعية المدرسية .
6. فلسفة الخدمة الاجتماعية المدرسية .
7. أهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية .
8. أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية .
9. خطة عمل الأخصائى الاجتماعى .
10. دور الاخصائى الاجتماعى فى المجال المدرسى .
11. مسؤوليات الاخصائى الاجتماعى للعمل مع الحالات الفردية فى المدرسة .
12. مسؤوليات الاخصائى الاجتماعى للعمل مع الجماعات المدرسية .
13. مسؤوليات الاخصائى الاجتماعى للعمل فى المجتمع المدرسى .
14. التحديات التى تواجه مهنة الخدمة الاجتماعية :
· الخدمة الاجتماعية والعولمة .
· الخدمة الاجتماعية والخصخصة .
· الخدمة الاجتماعية والانترنت .
15. كيف تواجه الخدمة الاجتماعية متطلبات العصر .
16. الخاتمة .
17. المراجع .
مقدمة :
تعتبر مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن الإنسانية التى من خدمات جليلة لشرائح عريضة من أفراد المجتمع، فالخدمة الاجتماعية تعمل في مجالات عديدة وتخدم المرضى والأحداث والمعوقين والمسنين والمدمنين والأطفال والشباب وكبار السن وأسرهم وغيرهم من الفئات التي تواجه أوضاعا اجتماعية تتطلب مساعدة متخصصة من جانب أناس مؤهلين قادرين على تقديم يد العون والمساعدة بشكل علمي منظم.
أدخلت الخدمة الاجتماعية في المجالات التعليمية أوائل الخمسينيات باعتباره حق لكل مواطن كالماء والهواء وإذا كان الهدف في أول الأمر كان مجرد تفرغ المعلمين الذين يقومون بعمليات الإشراف لمواجهة تزايد عدد التلاميذ وبالتالي زيادة عدد الفصول فان الخدمة ألاجتماعيه في المدرسة العربية استطاعت في فترة وجيزة أن تؤكد دورها الايجابي والإنشائي في العمليات التربوية والتكوينية للتلميذ.
وإذا كانت مفاهيم التربية الحديثة تتضمن النمو الاجتماعي والنموالنفسي لتلميذ إلى جانب التحصيل الدراسي فان الخدمة الاجتماعية في ضوء هذه المفاهيم تساهم في العلميات التربوية لمساعدة التلميذ على الوصول إلى الأهداف المتكاملة التي تضعها المدرسة أمامها وتعمل بكافة السبل والوسائل لتوفيرها. فاستعانت المدرسة بالأخصائيين النفسية في العيادات النفسية للكشف عن قدرات التلاميذ العقلية وتوجيه المتخلفين عقليا منهم إلى مدارس ضعاف العقول. هكذا سار التصور في المدرسة العربية عندما استفادت بالأخصائي الاجتماعي فأشارت البرامج الخاصة بالخدمة الاجتماعية واستخدمت مبادئها كجزء من نظاما متكاملا يساير برنامج المدرسة العام.
عموما فان أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي ترجع إلى أنها تعمل مع قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع، كما أنها تحظى باهتمام كافة المسؤلين عن إعداد الجيل الجديد الذي سوف يتحمل مسؤوليات المستقبل فإذا نجحت الخدمة الاجتماعية في دورها البناء تكون قد ساهمت مساهمة أكيدة في تحقيق أهداف التنمية و تطور المجتمع. فالخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة مخصصه أمام المتغيرات التي يكسبها المجتمع وتؤثر في حياة كل من يعيش في نطاقها .
والخدمة الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنة وتقوم على :
- مساعدة الطالب – كحالة فردية وكعضو يعيش في المجتمع – لتحقيق النموالمتوازن المتكامل الشخصية ، والاستفادة من الخبرة التعليمية إلى أقصى حد ممكن ،وهي بذلك أداة لتنمية الطالب والجماعة والمجتمع .
- تنشئة الطالب اجتماعياًوتدريبه على الحياة والتعامل الإنساني الإيجابي .
- تزويد الطالب بالخبراتوالجوانب المعرفية لإعداده لحياة اجتماعية أفضل .
- تعديل سلوكه وإكسابه القدرةعلى التوافق الاجتماعي السوي .
- مساعدة الطالب للتعرف على استعداداته وقدراتهوميوله وتنميتها والاستفادة منها لأقصى حد ممكن .
- التكامل مع المجتمع من أجلاستثمار الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء وربط الطالب بالبيئةالمحلية بما يحقق الرفاهية الاجتماعية .وبهذا المعنى تكون الخدمة الاجتماعيةالمدرسية جانباً أساسياً محورياً في الوظيفة التربوية التعليمية للمدرسة .
نشأة الخدمة الاجتماعية المدرسية وتطويرها في مصر:
في عام 1949 كان حزب الوفد هو الحزب الحاكم في مصر, وكان الدكتور طه حسين وزير للتربية والتعليم في هذا الحزب وقد أراد أن يزيد من فرص التعليم أمام الشباب المصري ولكن واجهته مشكلة نقص المدرسين في ذالك الوقت .
حاول طه حسين إيجاد حل لهذه المشكلة وكان يوجد في ذالك الوقت بعض المدرسين الذين يتحملون نصف الجدول الدراسي فقط بينما يسند إليهم مسئوليات الإشراف على الطلاب في نظير الجدول المدرسي .
ولذالك قرر الدكتور طه حسين الاستعانة بالأخصائيين كأنسب مهنيين لذلك العمل ليحلو محل المدرسين الذين يتحملون مسئولية الإشراف على التلاميذ حتى يمكن تفرغ أولئك المدرسين للتدريس كمساهمة في حل مشكلة نقص المدرسين وكان عدد خريجي معاهد الخدمة الاجتماعية في الفترة من عام 1952-1960 كان 1192 خريجا وخريجة وقامت وزارة التربية والتعليم بتعين 942 من هؤلاء الخريجين في نفس الفترة وكان يطلق على الأخصائي الاجتماعي الذي يعمل بالمدرسة في ذالك الوقت "المشرف الاجتماعي" .
و الجدير بالذكر أن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي في مصر قد بدا أولا في المرحلة الثانوية ثم دخلت في المرحلة الإعدادية وأعقبت ذلك دخولها إلى المعاهد العليا و الجامعات وأخيرا امتدت لتشمل المرحلة الابتدائية .
وكان عمل الأخصائي الاجتماعي في بداية دخول الخدمة الاجتماعية المجال المدرسي من دخول المدرسة لأسباب متعددة لعل من أهمها مواجهة الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية لطلاب بشكل مباشر وذالك لتعددها وتنوعها , وكذالك الوقائي تتطلبه الذي تتطلبه احتياجات المؤسسات التعليمية في الدول النامية .
ويقصد بالخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي :
الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية على مستوى المدرسة وكذلك المستويات الإشرافية والتخصصية والإدارية وغيرها التي ينصب تأثيرها على المدرسة وهي تمثل مجموعة المجهودات والخدمات والبرامج التي تعمل على رعاية النمو الاجتماعي للطلاب بقصد تهيئة الظروف الملائمة لتقدمهم التعليمي والتربوي.
ما هية الخدمة الاجتماعية المدرسية :
هي " مهنة إنسانية " تستهدف رفع الكفاية التعليمية خلال أنماط من الأداء والممارسة التي تخص الطالب كحالة فردية أو كعضو في جماعة في مدرسة ، أو كشخص منتم لبيئة محلية .
وهي " أداة لتحقيق رفاهية المجتمع المدرسي ، باستثمار الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء وربط الطالب بالمدرسة والبيئة المحلية بما يحقق رفاهية المجتمع .
ويمكن تعريفها على أنها مجموعة من الجهود والخدمات والبرامج التي يعدها الأخصائيون الاجتماعيون لتلاميذ وطلبة المدارس ومعاهد التعليم على مختلف مسوياتهم بقصد تحقيق أهداف التربية الحديثة بتنمية الشخصية للطلاب إلى أقصى حد مستطاع ومساعدتهم على الاستفادة من الفرص والخبرات المدرسية إلى أقصى حد تسمح به قدرتهم واستعدادهم المختلف .وفى إطار التعريفات السابقة يمكن أن نستخلص أهم خدمات الخدمة الاجتماعية .
عناصر الخدمة الاجتماعية المدرسية :
1- مجال من مجالات مهنة الخدمة الاجتماعية .
2- يقوم بها أخصائيون اجتماعيون معدون ومدربون مهنيا من خلال مهام فهم مهارتهم للقيام في المجال المدرسي .
3- تطلق الممارسة على معارف ونظريات الخدمة الاجتماعية .
4- تعتمد الممارسة على معارف ونظريات الخدمة الاجتماعية .
5- ترتبط الخدمة الاجتماعية المدرسية بقيم فلسفة المجتمع .
6- تهدف إلى مساعدة الطلاب للاستفادة من الفرص التعليمية .
7- تهدف إلى مساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم الفردية والسلوكية .
8- تساعد الطلاب على الانخراط في مجال الجماعة .
فلسفة الخدمة الاجتماعية :
تقوم الخدمة الاجتماعية على مجوعة من الحقائق هي :
** أن الطالب قابل للتغيير والتشكيل ومن ثم يمكنها أن تعدل وتغير في السلوك للطالب ، وتسهم في تنشئة الطلاب تنشئة اجتماعية سليمة ، وفى تنشئه المواطن الصالح .
** أن الطالب كانسان لديه طاقات وقدرات يمكن أن يستفيد هو نفسه منها وكذلك مجتمعه إذا ما أحسن استخدام هذه القدرات والطاقات ، والخدمة الاجتماعية يمكنها أن تلعب دورا هاما في ذلك .
** أن البيئة محور التنشئة ، فالمدرسة ـ كبيئة ومجتمع ـ يتحتم عليها عليها أن تنظم نفسها في إطار اجتماعي يجعلها مجالا صالحا لتنشئة اجتماعية سليمة لطلابها .
أهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية:
1) مساعدة الطلبة في التحصيل العلمي ، والاستفادة من الخدمات التي تقدمها المدرسة بشكل أفضل .
2) مساعدة الطلبة في التكيف في بيئتهن المدرسية .
3) اكتشاف المواهب وصقلها والاستفادة منها بشكل جيد واكتشاف القيادات الاجتماعيات القادرة على التفكير والتجديد والابتكار .
4) ضبط سلوك الطلاب والارتقاء بمستوى التفاعل الاجتماعي وخلق علاقات اجتماعية سليمة ، من خلال ممارسة الأنشطة والبرامج العامة المدرسية .
5) تكوين القيم الأخلاقية الضابطة ، وترسيخ القيم الدينية الصحيحة وتدريبهن على حب العمل اليدوي والمهني وتأهيلهن للأعمال المستقبلية ضمن خطط وسياسة الدولة ومنهجية التنمية الاجتماعية للدولة .
6) تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب من خلال ممارسة المجالس الطلابية وربط البيئة المدرسية بالمؤسسات الخارجية المتوفرة بالمجتمع .
7) تنمية وترسيخ السلوك الديمقراطي من خلال اشتراك الطلاب بالمجالس الطلابية والجماعات والأنشطة المدرسية الهادفة .
8) مساعدة الطلاب الضعفاء في التحصيل العلمي ومكافأة المتفوقين .
9) المحافظة على التراث وثقافة الأجيال .
10) تنمية القدرة على التفكير العلمي والبعد عن الخيال الدائم .
11) بناء شخصية الطالب بكل ما هو جديد ومتطور بناءً إيجابياً مادياً وروحياًً .
اهداف الخدمة المدرسية :
وهي تعمل على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتضمن كل واحدة منها عددا من الأهداف الفرعية كالتالي **الهدف الأول:
المشاركة في التنشئة الاجتماعية للطلاب: والمقصودبالتنشئة في هذا المجال التطبيع والتوافق والتكيف والتفاعل الاجتماعي للطلاب، وفي ضوء ذلك تهدف الخدمة الاجتماعية المدرسية إلى:
1ـ اكتشاف المشاكل الفردية التييعاني منها الطلاب وتؤثر على الحياة المدرسية وإيجاد الحلول لهذه المشكلات.
2ـ شغل وقت فراغ الأطفال بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وذلك بتكوين الجماعات المدرسية.
3ـ تنمية القيادات الطلابية بحيث تصبح قادرة على التأثير الإيجابي على الحياة المدرسية.
**الهدف الثاني:
المساهمة في التنمية الاجتماعية للحياةالمدرسية: وهي تعني توفير الجو الاجتماعي المناسب الذي يتسم بالتفاعل الاجتماعي بين الطلاب وينظم العلاقات والخدمات المتبادلة بين المدرسة والبيئة والمجتمع وفي ضوء ذلك تهدف الخدمة الاجتماعية المدرسية إلى :
1ـ تنظيم الحياة المدرسية في إطار وحدات ديمقراطية تحقق للطلاب حرية الرأي والمشاركة الإيجابية.
2ـ جعل المدرسة مركز إشعاع للبيئة المحلية المحيطة حتى تتمكن من المساهمة في خدمة المجتمع.
3ـمواجهة الظواهر الاجتماعية المنعكسة على المدرسة وذلك بتنظيم البرامج والمشروعات لمواجهة هذه الظواهر.
**الهدف الثالث:
زيادة التحصيل الدراسي وفاعلية التعليم: من أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية لتحقيق هذا الهدف:
1ـ تهيئة الظروف المحيطة بالطالب لمساعدتها على التحصيل الدراسي.
2ـ العناية بالمتخلفين دراسيا وتتبعهم اجتماعيا لمواجهة هذا التخلف.
4ـ تنظيم البرامج الاجتماعية التي تساعد الطالب على زيادة تحصيله الدراسي.
وممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي كما في غيرها من مجالات الخدمة الاجتماعية تستند على طرق فنية ثلاث. وفي كل طريقة من هذه الطرق هناك عدد من المسؤوليات التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي ولكنها في حقيقة الأمر مترابطة ومتكاملة تتجه نحو غايات واحدة وان اختلفت ممارساتها من مؤسسة لأخرى طبقا لأوضاعها واحتياجاتها ومشكلاتها
خطة عمل الأخصائي الاجتماعي :
يعتمد الأخصائي الاجتماعي المدرسي في ممارسته لدوره المهني المتوقع منه على الدراسة والبحث العلمي للحصول المعرفة الموضوعية عن الوحدة التي يتعامل معها ( فرد ـ جماعة ـ مجتمع ) ويهدف من الحصول على هذه المعرفة إلى محاولة تفهم الموقف الذي يتعامل معه والذي يتعرض له هذه الوحدة حتى يمكنه مساعدتها في التغلب على المشكلات أو الصعوبات التي يتعرض لها .
لذلك يقوم الأخصائي الاجتماعي في بداية كل عام دراسي جديد بوضع خطة عمل تتضمن انشطتة وجهوده للتدخل المهني على المستويات الفردية والجماعية والمجتمعية والتي يسعي من خلالها إلي تحقيق الأهداف المبتغاة علي المستويات الوقائية والإنمائية والعلاجية .
العناصر الاساسيه في خطة عمل الأخصائي الاجتماعي :
أولاً : مجال العمل مع الحالات الفردية :
ويتضمن تناول حالات الطلاب السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحيةوالاقتصادية .. بهدف تهيئة ظروف ملائمة تساعدهم على التوافق الاجتماعي وتقبلهمللخبرة التعليمية ومواجهة كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائيةوتنموية وعلاجية .
ثانياً : مجال العمل مع الجماعـات :
ويتضمن تكوين الجماعات المدرسية المنوعة وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد منالطلاب فيها والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع منالتفاعل البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصيةالطـالب وتعديل سلوكه من ناحية ، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة بهامن ناحية أخرى .
ثالثاً : مجال العمل مع المجتمع:
ويتناول العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوةبما يساعد على ربط الطلاب بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين الطلابوبيئتهم ، وإتاحة الفرص لهم لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقلشخصياتهم وتساهم في تنشئتهم وإعدادهم بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة .
وينبغي مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلـبالقيام ببعض الدراسات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلبالتخطيط الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية وإدارية .